Abstract:
شكّلت مسألة القيم محور نقاشات حادة في الفكر اليوناني القديم، خاصة بين السفسطائيين وأفلاطون، إذ تبنى السفسطائيون النزعة الطبيعية للقيم فاعتقدوا أنّ القيم نسبية تعتمد على الإنسان الفرد، وهذه النظرة أدت إلى النسبية الأخلاقية والمعرفية والقيم الأخرى، حيث لا وجود لحقيقة أو قيمة مطلقة، مؤكدين أنّ القوانين والأعراف الاجتماعية ليست سوى اتفاقات بشرية قابلة للتغيير، وأنّ المنفعة الذاتية هي المحرك الأساسي للأفعال، وعلى النقيض تمامًا دافع أفلاطون عن النزعة المثالية للقيم، معتقداً بوجود عالم مستقل للـمُثل أو الأفكار، حيث توجد القيم العليا كالعدالة والخير والجمال بشكل مطلق وثابت، ولهذا جاء البحث وبمنهج تاريخي تحليلي مقارن لدراسة هذا الصراع الفكري العميق حول طبيعة القيم ليصل بعد ذلك إلى حقيقة مفادها أنّ القيم ذاتية وموضوعية في ذات الوقت تؤثر فيها اعتبارات ذاتية داخلية للفرد وأخرى خارجية تتمثّل في الثقافة والأعراف والمعتقدات التي تخص كل مجتمع على حدا.
